العصابات الصهيونية تخطط للانتقام من هبة باب العامود: إصرار على اقتحام الأقصى في 28 رمضان !
في الوقت الذي تستمرّ فيه تحضيرات المستوطنين لاقتحام الأقصى وأحياء القدس في ما يسمّونه “يوم توحيد القدس”، أعلنت الجماعات الصهيونية المتشددة لجمهورها أمس بكلّ وقاحة أنّ المسجد الأقصى المبارك “سيكون مفتوحاً لليهود في يوم توحيد القدس من الساعة 7:00 وحتى الساعة 11:00”.
وفي خطوة بدت انتقامية من نتائج هبّة القدس وما فرضته من معادلات وخطوط حمراء، أعلن عدد كبير من الحاخامات الصهاينة أنهم سيكونون بانتظار المستوطنين على باب المغاربة لقيادة الاقتحامات التي تتخذ طابعاً دينياً بحتاً وتؤدّي فيها عصابات المستوطنين المقتحمين طقوساً توراتية علنية تلعن فيها العرب والفلسطينيين وتنادي بهدم القدس وبناء الهيكل المزعوم.
من يقود الاقتحامات؟
بينما تصوّر سلطات الاحتلال الاقتحامات على أنّها تصرّفات فردية وجماعية منفصلة عن إرادة الحكومة والجيش والشرطة، فإنّ التنسيق الكبير الذي يتمّ فيه الاقتحام وتسهيلات التنقلات والحماية والمواكبة الأمنية والاستخبارية من قبل الاحتلال قبل وخلال هجومات المستوطنين تؤكّد أنّ غرفة عمليات واحدة تقف خلف كلّ هذه العمليات التي تلبس لباس المدنية فيما هي اقتحام منظّمة ومصدّق عليها من قبل حكومة الاحتلال لاستكمال العمل العسكري والأمني.
ومن أهمّ الداعين إلى الاقتحامات والذين يقودون عادة كلّ أعمال التهويد التي تحصل تحت اسم المستوطنين والعمل غير الرسمي الصهيوني:
– الحاخام إسرائيل أريئيل: من كبار مؤسسي جماعات المعبد ورئيس معهد المعبد الثالث.
– الحاخام حاييم أوزير: رئيس مدرسة ميغدال هتوراة.
– الحاخام مناحيم ماكوفر: رئيس منظمة أوهرانو ببنينو المختصة بنشر الفيديوهات والأغاني الترويجية للمعبد.
– الحاخام حبرون شيلو: رئيس المدرسة الدينية يشيفات عتنئيل للشباب.
– الحاخام إيتاي إليتزور: باحث في معهد المعبد ومعهد إيرتز للقانون.
– الحاخام إلياهو ويبر: رئيس مدرسة جبل المعبد الدينية التي تتخذ من المسجد الأقصى مقراً مزعوماً لها.
– الحاخام إليشع ولفسون: مؤلف كتب عن المعبد وحاخام في مدرسة هسيدر الدينية.
– أوري أريئيل: وزير الزراعة السابق.
– ميخائيل بن آري: عضو الكنيست السابق والقيادي في حزب القوة اليهودية الكاهاني المتطرف.
– بروفيسور هيليل فايس: من جامعة بار إيلان ومؤسس اتحاد الدول السبعة لأجل المعبد.
– يسرائيل مداد ويهودا عتصيون: إرهابيان من أوائل المقتحمين للمسجد الأقصى في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي والمشاركين بالتخطيط لتفجير قبة الصخرة.
ماذا حصل في اقتحامات السنتين الماضيتين؟
لم يعد خافياً على أحد من المقدسيين الخديعة التي يمارسها الاحتلال كل عام. ففي شهر رمضان قبل سنتين أعلنت حكومة نتنياهو إغلاق الأقصى أمام الاقتحامات في العشر الأواخر من الشهر، وعندما جاء يوم 28 رمضان اقتحم باب المغاربة آلاف المستوطنين بينما لم يكن يرابط فيه أكثر من 200 مصلٍّ، فنكّلوا بهم واستفردوا بالأقصى ومنعت قوّات الاحتلال التي ساندتهم وصول الفلسطينيين إليه للدفاع عنه.
وبعد شهرين تكرّر المشهد ذاته، ثم في العام الماضي عادت عصابات الصهاينة لاقتحام الأقصى في عيد توحيد القدس اليهودي المزعوم، في الوقت الذي منعت فيه قوّات الاحتلال أيضاً وصول أعداد من الفلسطينيين إلى الأقصى خلال الهجوم.
ما الذي يخطط الصهاينة له هذا العام؟
تتصدّر جماعتا “معهد الهيكل” و”أمناء الهيكل” وهما عصابتان صهيونيتان متطرّفتان التحشيد الإعلامي لاقتحام الأقصى تحت عنوان “استعادته من العرب والمسلمين”. وفي إعلانها عن الاقتحام هذا العام تضع المنظمة الإرهابية “أمناء الهيكل” صورة “حجر الهيكل الأساس” الذي كانت محاولة وضعه في المسجد سبب مجزرة الأقصى الأولى التي ذهب ضحيّتها 21 شهيداً و154 جريحاً؛ إرهاب نفسيّ ضدّ الفلسطينيين لكسر إرادة المواجهة لديهم.
الموقف المطلوب
ليس الأمر تنظيراً من خارج القدس على أهلها، بل دعماً لحركة الوعي التي هي عنوان النصر على المحتلّ في زمننا: المطلوب اليوم، من الشعب الفلسطيني عموماً وأهل القدس ومحيطها خصوصاً، أن يكون الوعي سابقاً لمكائد الاحتلال فلا ننخدع بإجراءات قوات الشرطة إن ادّعت إغلاق المسجد الأقصى أمام الاقتحامات ولا نرضخ ونستسلم في حال قرر الاحتلال إغلاق المسجد أمام الفلسطينيين.