متحايلون.. القوة هي علاجهم
لا يخفى على أي عاقل ومنصف ومتزن يحترم ذاته وما تشاهده عيناه وهو يُراقب الأحداث الجارية على أرض فلسطين عموماً، وعلى أرض غزة على وجه الخصوص، بأن هذا الكيان الصهيوني المغتصب للحق والأرض والحرية والكرامة، كيان يتحايل على كل شيء ويستهتر بكل من يُراقبه دون أدنى خجل أو أدب أو احترام للعقل والقانون والواقع المُشاهد .
اليهود الصهاينة يستخدمون التحايل في كل صِلاتهم مع الآخرين، مع القانون الدولي، ومع الأحكام الشرعية، ومع الأوامر الربانية والقانونية، ليجعلوا سلوكهم مُبرراً أمام الآخر، بل مشروعاً ولكن الآخرين غير قادرين على إدراك الأمر كونهم ليسوا من الشعب المختار .
يُحدثُنا الخالق العالم بكل شيء عن هذه الصفة الموجودة مع هذا الصنف من البشر، والتي لا تفارقهم أبداً، طالما أنهم يستمدونها من تصنيفهم للبشرية من حولهم، والبعيدة عن منهج الخالق العظيم، فيقول: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ …
﴿ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ الأعراف:163-166
حرّم الله على أهل تلك القرية من بني يهود العمل في يوم السبت، وصيد الحيتان في يوم السبت، وزيادة في الامتحان لهم كانت الحيتان تأتيهم يوم السبت بكثافة تسبح على وجه الماء حتى تكاد تغطي الماء، بينما تكاد تختفي في الأيام الأخرى.
هنا أبدعت أفكار بني يهود عن حيلة ماكرة ــ كما هي عادتهم ــ يتحايلون بها على أمر الله، وهدتهم شياطينهم إلى أن يحفروا الخنادق على جانب الماء، ثم يذهبون إلى بيوتهم، فإذا زاد البحر وأتت تلك الحيتان سقطت في الخنادق، فيتركونها حتى اليوم الثاني، ثم يصطادونها في يوم ليس محرّمٌ عليهم الصيد فيها، وبذلك تحايلوا على الأمر الإلهي الذي نهاهم عن الصيد يوم السبت، وهكذا يفعلون اليوم بعد عدة قرون من الزمن .
قالوا لأهل غزة: بأنهم لن يتعرضوا للنازحين تجاه رفح، وأن الناس في أمان ولن يتم قصفهم، وما إن توجه البعض من أهالي غزة نحو المكان الآمن حتى تم قصفهم بأبشع الطرق العارية عن الإنسانية، وقالوا: أنهم يستهدفون المجاهدين وليس المدنيين، وكذلك برر المدافعون عن جرائم الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية بأنهم لم يستهدفوا أي مدني أو أطفال أو نساء، بل استهدفوا المقاتلين لا غير، وقصفوا المشافي بوحشية غير مسبوقة، وقالوا: بأنهم يستهدفون قادة المجاهدين ولم يقتلوا أي مريض أو مصاب، والقائمة تطول بنوعية الجرائم، والتحايل عليها، ونفي إرادة القتل ومُخالفة كل القوانين الدولية الإنسانية وحقوق الإنسان التي أقرتها الشرعة الدولية.
هذه هي نفسيتهم المريضة والمشوهة والحاقدة على كل الأغيار، والتي لا يُجدي معها إلا القوة، كونهم لا يعرفون للسلام ولا للأمن طريق، هذا ما شهد به التاريخ قديماً وحديثاً .
من هنا نُدرك مقدار الواجب اليوم لنصرة غزة وفلسطين، و دعم خيار الجهاد والمقاومة، لحماية كل الإنسانية من شر هذا الفكر الصهيوني الذي لا يرى إلا نفسه بأنه يستحق القيادة، والكل الباقي ما هو إلا عبيد خدمة.
منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين
الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو