مهاتير محمد: التطبيع معيب وإهانة لكل دعاة السلام
أطلقت “الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين” ملتقى “2021 عام مواجهة التطبيع” من قطاع غزّة، والذي يتضمن إقامة أنشطة في دول العالم تحت شعار “الشعوب ضد التطبيع”.
في كلمةٍ لرئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد يوم أمس الإثنين، خلال ملتقى “2021 عام مواجهة التطبيع “الذي أطلقته من غزة، الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين وعشرات المؤسسات الشريكة، قال محمد: “إن المواقف التي اتخذَتْها بعض الدول – التي كنّا نظنّ ونأملُ أن تكون مؤيّدةً للفلسطينيين وفلسطين – كانت مواقف صادمةً بل ومروّعةً تمامًا”.
وأضاف محمد بأن “إحدى دواعي القلق الأولى، أنه عندما تُقرِّر أمّةٌ- لطالما وَقَفَتْ إلى جانِب الفلسطينيين وفلسطين- تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، فإنّها تكونُ بذلك قد اعترَفَتْ، بشكلٍ مباشر أو غير مباشِرٍ، بدولةِ “إسرائيل” كما حدَّدَتْها “تلْ أبيب” وأنصارُها.
وتابع” في الواقع، إنها بهذا التطبيع، تُلحِقُ ضررًا فوريًا بموقِفِ الفلسطينيينَ ودولةِ فلسطينَ، فَضلًا عن إضفاءِ نوعٍ من الشرعيةِ على السياسات والأعمال غير المشروعة التي ارتكبَتْها إسرائيل منذ قيامها”، مبينًا أن “إسرائيل لم تبد قط أي تساهل أو ندم في الفترة التي أدت إلى التطبيع، بل إنما استمرت في اضطهادها للفلسطينيين، ورغم إيماني بالحوارات والمفاوضات بهدف الوصول في النهاية للتعايش السلمي، فإني أرى أن سبب التطبيع معيب، إن لم يكن إهانة لكل دعاة السلام، وإن سببه لتفادي ضم “تل أبيب” للضفة الغربية”.
واستدرك محمد “لكنّ ما جَعل الأمور غيرَ مقبولةٍ نهائيًا هوَ أنَّهُ عندما دَخَلَتْ عمليةُ التطبيعِ حيّزَ التنفيذِ، قالَ نتنياهو بغطرسة: لا زالَ الضمُّ مطروحًا على الطاولة، ولكن ببساطة تمّ تأجيلُهُ”.
وعلق رئيس الوزراء الماليزي السابق على كلام ما قام به المطبعون بقوله بقوله: “إنَّ الذريعة للمضيّ في التطبيع كانت هي الردّ على تهديد تل أبيب بالقيام بعملٍ غير قانونيٍ ضدَّ الفلسطينيين، لكنهم بعد أن خضعوا للتهديد ووافقوا على التطبيع، تم تجاهلهم من قبل نتنياهو بكل غطرسة، وهذا يشبه ببساطة عمل بلطجي وضيع”.
واعتبر محمد أن التطبيع خطوة للوراء وأن هذه الاتفاقية ستقسم العالم الإسلامي إلى فصائل متناحرة، وسيعمل الإسرائيليون على تصعيد هذه النزاعات، ولن يكون هناك سلام بين الدول الإسلامية، وستعزز الصفقة مطالبة إسرائيل بكامل فلسطين، فـ “التطبيع لن يؤدي إلا للاعتراف بدولة إسرائيل غير الشرعية، والإقرار بسلوكها في الاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية”.
وأردف “لطالما كانت إسرائيل دولة مارقة لا تقيم وزنًا لحقوق الإنسان ولا سيما حقوق الفلسطينيين ويجب الاستمرار في معاملتها كذلك”.
وقال: “لا شكَّ في أنَّ الفلسطينيين خاضوا رحلةً طويلةً وشاقةً ومؤلمةً، لكنّهم تمكّنوا من المثابرةِ رغم الظُلم والقسوة”، متسائلًا “كيف يُمكن لنا، نحنُ المتعاطفون معَهُم والداعمينَ لقضيتهم، أن نقبل بإخراجنا من مسار هذه القضية، ومن السعي والعمل مع الفلسطينيين لتحقيقِ السلام والحرية والعدالة ؟
يُشار إلى أن العاصمة الإيرانية طهران استضافت بالتزامن مع ملتقى الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، ملتقىً افتراضياً لبرلمانات الدول لمواجهة التطبيع مع كيان الاحتلال، حيث قام المشاركون من 20 دولة، بمناقشة تأثير التغيرات الدولية على القضية الفلسطينية.