المفتي الدكتور محمود عكّام: التطبيع مرفوضٌ شرعًا وعروبة وإنسانية
حول اتفاقية (السَّلام) الخادع أقول:
ما حدثَ بينَ دولة الإمارات العربية وبين حكام الكيان الغاصب الأثيم من اتفاقية تطبيع و(سلام) أمر مرفوضٌ شرعًا وعروبًة وإنسانيًة، وأكبرُ دليل على ذلك تشجيعُ ومباركة الحكومات الغربية المتصهينة من أمريكا إلى فرنسا إلى بريطانيا إلى سائر المنظمات العنصرية المتصهينة، وكذلك رفض الشعب الفلسطيني المظلوم بكل تجلياته وأحزابه ومنظماته لهذه الاتفاقية، ومع الفلسطينيين سائر قوى الشعوب العربية والمسلمة الوفية لدينها وإنسانيتها وتاريخها وشرفها وبلادها.
وباختصار: هي اتفاقيةٌ مع الباطل لصالح الباطل. حكمها الشرعي: الحرمة والنهي، وفاعلوها آثمون حتمًا، وبغض النظر عن التبريرات التي يقدمونها والتي لا تمتُّ إلى منطق العدالة بصلة، وما قولنا هذا إلا موقف يجب أن نتخذه من خلال موقعنا ومسؤوليتنا، ألا هل بلغنا ؟ اللهم فاشهد.
وأما أنتم يا شباب الأمة على امتداد العالم العربي والإسلامي:
اعلموا علمَ اليقين أن قضيتكم الأولى اليوم هي فلسطين، وهي قضيةٌ إنسانيةٌ بامتياز، وقد تبدّى طرفاها بشكلٍ واضحٍ وبَيّنٌ: أحدهما ظالم سارق مغتصِب، والآخر مظلومٌ معتدَى عليه مغتصَب، وهذا الوضوح دعمته دراسات وبحوثٌ تاريخية وسياسية محلية وعالمية، شرقية وغربية.
فبالله عليكم لا تنسوها ولا تعدلوا عنها، ولا تغفلوا عن جهود أحرار شرفاء بُذلت من أجلها، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وأظن بل ويغلب على ظني أن هذه القضية أضحت معياراً ليميز الله من خلاله المفسد من المصلح، فكونوا مع المصلح الساعي إلى إعادة الحقوق إلى أربابها في هذه البقعة الجغرافية (المقدسة) فلسطين، حتى ولو كان المصلِح اليوم ضعيفًا مُستضعَفًا، والحق الثابت لا يغيّره ولا يبدله ضغفٌ عابر.
والسلام على دعاة السلام العادل والأمين والوفي.
الشيخ الدكتور محمود عكام – مفتي مدينة حلب السورية