يا أمّ الشهيد نيالك يا ريت أمي بدالك
هذه هي الكلمات التي تُقال لأم الشهيد في فلسطين، في الوقت التي يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، لأن المرأة في فلسطين هي المرأة التي نسيتها كل الشرائع الدولية، وكل المؤسسات المعنية بحقوقها، وكأن العالم بات ينظر إلى كل القضايا بعين عوراء، لا ترى إلا من زاوية واحدة.
أمّ الشهيد في فلسطين في هذا اليوم العالمي والذي ربما يكون يوم استشهاد ولدها تجلس مستحضرةً يوم استشهاد ولدها الذي حملته مع المشيعين، طاوية أحزانها وآلامها بداخلها، مصممة على المضيّ على درب الكرامة والعزة والرفعة والحرية للبلاد والعباد، كانت تسمع من كل المشيعين تلك الكلمات التي يرددونها “يا أم الشهيد نيالك … ياريت أمي بدالك” فتزداد قوة وعنفواناً، وإصراراً على طريق ذات الشوكة.
في يوم المرأة العالمي لم يتحرك هذا العالم الظالم لينصر المرأة في فلسطين، وهي الأسيرة والشهيدة والجريحة والمُحاصرة والممنوعة من كل الحقوق التي ضمنتها كل الشرائع السماوية، وكل المنظمات الدولية، إنها حتى ممنوعة من زيارة ولدها المعتقل في يوم عيدها ولو كهدية واحتفال شكلي، إن الكل يتراجع عن القيام بدوره الذي ألزم به نفسه عندما يكون الاحتلال الصهيوني هو الجهة التي يجب أن تُدان دولياً وحقوقياً، بل ربما ذهب بهم الأمر إلى أكثر من ذلك فيصفون هذا الكيان بأنه كيان ديمقراطي ويطبّق كل المعايير الإنسانية في القانون الدولي الإنساني، متجاهلين كل أنواع التعذيب والقمع والإهانة لآلاف الأسيرات والأسرى في سجون هذا الكيان الظالم، والذي تنكر لكل الشرائع والقوانيين الدولية والإنسانية.
في اليوم العامي للمرأة، علينا أن نستحضر ونحن نقيم الندوات المرأة التي غيّبها السجّان والسجن وراء القضبان وفي الزنازين الانفرادية عن زوجها وأطفالها وبيتها وأهلها وجيرانها ودُروب حيّها، فباتت تعيش ألم الفراق للأحبة، وألم السجن، وألم المرض النفسي والجسدي معاً.
في اليوم العالمي للمرأة، تضرب المرأة الفلسطينية المثل الأعلى في تحمّل الأمانة والقيام بالواجب، فهي التي تتحمل ألم الحصار والتجويع، وتقف مع الرجل في نضاله لنيل حرية بلاده ومقدساتها، وهي التي تُرابط في المسجد الأقصى لتقوم بالدور الذي يفرضه عليها دينها ووطنها وإنسانيتها.
في هذا اليوم هناك واجب على كل نساء العالم اللواتي تذوقن طعم الكرامة والحرية، أن يُعلنَ عن موقفهن تجاه مايمارسه الاحتلال الصهيوني ضد المرأة في فلسطين، ويرفعن الصوت عالياً بالمطالبة برفض كل الظلم الذي يُمارس على شقيقاتهن في الإنسانية والأُنوثة، ويُعلن شعار هذا العام في اليوم العالمي للمرأة “الحرية والكرامة لنساء فلسطين” فمن حقهن أن يعشن كغيرهن من نساء العالم، ويحصلن على كل الحقوق التي كفلتها لهن المنظمات الدولية والإنسانية وكل الشرائع السماوية، ومن الواجب أيضاً المطالبة بمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد المرأة في فلسطين، وردع هذا الكيان عن المُضيّ في سياسة التنكيل والتعذيب للأسيرات خصوصاً، وللمرأة في فلسطين عموماً . كل الاحترام لك أيتها الأسيرة والمرابطة، والرحمة لك أيتها الشهيدة.
الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو
منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين