علماء ومفكرون: تصاعد العدوان ضد الأقصى يستدعي تحركًا عاجلًا من الأمة
أكّد علماء وسياسيون ومفكرون، أهمية “دور الأمة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وخطورة المرحلة التي يمر بها”، مشددين على أنّ تصاعد العدوان الصهيوني بحقه يستدعي تحركًا عاجلًا من الأمة.
جاء ذلك في ندوةٍ إلكترونية نظمها حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، مساء الأحد 2-10-2022، تحت عنوان “دور الأمة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك”.
الاحتلال يبحث عن صورة نصر وهمية
ولفت خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، إلى أهمية دور الأمة في الدفاع عن المسجد الأقصى، مؤكدًا أنّ “الأقصى أمانة في أعناق الجميع، وليس الفلسطينيين وحدهم”.
ودعا إلى نشر الرواية الإسلامية بمختلف اللغات بهدف دحض الكذب الصهيوني حول قضية المسجد الأقصى.
ولفت الشيخ صبري إلى أنّ “الاحتلال يبحث عن صورة نصر وهمية عبر تقديم هدايا وحوافز للمستوطنين مقابل إدخال القرابين والنفخ بالبوق في المسجد الأقصى، وهي محاولة أيضًا لتثبيت الصورة الوهمية للسيادة اليهودية على القدس”.
وقال صبري: “في كل يوم نستمع لمشاريع عدوانية تطرح ليحققوا لهم مستقبلًا ويضعوا يدهم على المسجد الأقصى بشكلٍ كامل”، محملًا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ذلك.
وعد الله بالتحرير واقع لا محالة
من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي القره داغي: إنّ “وعد الله بالتحرير واقع لا محالة”، مشيرًا إلى أنّه “في سبيل تحرير المسجد الأقصى، يجب الوصول إلى مشروع (عبادًا لنا)، كما ذكره الله في القرآن الكريم.
ولفت القره داغي إلى أنّ القضية الأولى للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يضم عشرات الآلاف من العلماء، هي “المساهمة في تحرير المسجد الأقصى بكل ما نملك”.
الشعوب ترفض التطبيع
بدوره، قال المفكر الإسلامي طارق السويدان: “بعض الناس قد يظن أن الأمة مخدرة ومشغولة بتفاهات الأمور، إلا أنّ تحريك الجماهير لا يعني تحريك الجميع، وإنما تحريك فئة معينة”.
وأضاف أنّ “الأمة رغم كل محاولات التطبيع فهي بخير، فالتطبيع لم يتجاوز من هم في قمة الهرم، والشعوب ترفضه”، لافتًا إلى أنّ التطبيع في مصر عمره 40 سنة، ومع هذا لا يزال الشعب المصري رافضًا له.
وأشار السويدان إلى ما حدث مع بعض المرشحين الكويتيين المؤيدين للتطبيع مؤخرًا، حيث سقطوا سقوطًا مدويًا في الانتخابات، فأكبرهم حصل على 400 صوت فقط.
ولفت إلى “أهمية وجود قيادة تشعل الفتيل ثم تترك الحركة الجماهيرية تدور وحدها”، قائلًا: “نحن نحتاج إلى 15 شخصًا يؤمنون بالقضية، وقادرين على إدارتها، وإذا استطعنا أن نصل في أي بلد حصل فيها تطبيع إلى تعبئة جماهيرية لـ3.5% فإن هذه الاتفاقيات ستسقط بسهولة”.
على الأمة أن تستيقظ
من جهته، قال المفكر الإسلامي، أحمد نوفل: “الاعتداء الصارخ على مقدسات الأمة، ينبغي أن يحشد الأمة بكل كوادرها لمواجهة هذا الاحتلال وجها لوجه مرّة واحدة وإلى الأبد”.
وأضاف أنّ المبشرات موجودة، لكن “على الأمة أن تستيقظ، ولا بد من تصحيح الأخطاء لنعرف كيف نرتب حركتنا المستقبلية، فالجندي المسلم بعشرة منهم، فأين هو الخلل؟”.
وشدد نوفل على أنّ “معرفة الخلل ومحاسبة المقصرين هو الأساس، ثم نعود إلى الإعداد للمواجهة”.
فلسطين تقود مشروع نهضة الأمة
أما الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة، فقال: إنّ “فلسطين من بحرها إلى نهرها ثائرة وذاهبة في طريق التحرير، وما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها”.
وأضاف أنّ “فلسطين تقود مشروع نهضة الأمة وتحريرها، وليس تحرير فلسطين وحدها”.
وتابع العضايلة: “إننا الآن أمام معادلة جديدة تفرضها المقاومة، ولهذا عندما نواجه الاقتحامات الشديدة للأقصى؛ فنحن أمام أيام تاريخية مهمة تشارك فيها الأمة جمعاء”.
أصعب ما يتعرض له المقدسي هو الإبعاد عن الأقصى
وقالت المرابطة المقدسية زينة عمرو: إنّ “ما نراه ونشاهده من انتهاكات في الأقصى يجعلنا أكثر حرصًا على أن نستمر في رباطنا، رغم ما نلاقيه من ملاحقات وقمع وترهيب واعتقال”.
وأضافت: “جاءت قوّة إسرائيلية كبرى لاعتقالي من منزلي، رغم أنهم قادرون على استدعائي عبر الهاتف، لكنهم يحاولون كسر هذا الرباط المقدسي عبر التخويف والترهيب”.
وبينت عمرو أنّ “أصعب ما يتعرض له المقدسي هو إبعاده عن المسجد الأقصى، ولكن ذلك لن يثنينا عن أداء أدوارنا أبدًا في الدفاع عن المقدسات”.