المطران عطاالله حنا: اليوم هنالك خطرٌ شديد في رفح
قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة سيادة المطران عطاالله حنا.
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
ها نحن في الشهر الخامس من العدوان وما زال أهلنا في غزة الأبية يتعرضون للقصف والتعديات والاستهداف في كافة تفاصيل حياتهم.
أهلنا في غزة وخاصةً في هذه الأوقات في منطقة رفح يعيشون نكبةً جديدة و مأساةً جديدة مستمرة ومتواصلة وكان الله في عونهم و حماهم من كل سوء.
أيها الأحباء منذ اليوم الأول للعدوان ونحن نناشد ونطالب و نبعث بنداءاتنا إلى كل مكان في هذا العالم وخاصةً إلى الأحرار من أبناء أمتنا العربية.
الكثيرون في هذا العالم تحركوا و أعلنوا رفضهم للحرب ومطالبتهم بأن تتوقف هذه الحرب التدميرية.
مسيراتٌ مظاهراتً نشاطاتٌ احتجاجية في كل مكان في عددٍ من العواصم العربية وكذلك في عددٍ من العواصم الغربية حيث كان المتظاهرون يجوبون الساحات والباحات رافعين الراية الفلسطينية و شعار “أوقفوا الحرب” وهم من كل القوميات والأديان والخلفيات الثقافية ونحن نحييهم و نشكرهم على هذا.
و نحيي كل من يقول كلمة حق ٍ في هذا الزمن الذي يتأمر فيه حكام الغرب مع الاحتلال على شعبنا بهدف تصفية هذه القضية والنيل من عزيمة وإرادة شعبنا.
ولكن هذه المسيرات والتظاهرات والاحتجاجات لم تغير شيئاً من سياسات الغرب وخاصةً من يحكمون في أمريكا الذين نسمع منهم خطابً سياسياً تارةً يتحدثون عن وقفٍ لإطلاق النار و تارةً يتحدثون عن دولةٍ فلسطينية و تارةً يتحدثون عن ضرورة حل القضية الفلسطينية وضرورة السلام و دولتان لشعبان شعارات ، شعارات شعارات نسمعها منذ سنواتٍ طويلة ولكن على الارض ما نلمسه إمعاناً في سياسات الاحتلال وقتله و استهدافه لأبناء شعبنا.
أمريكا وأقصد بذلك القيادة السياسية في البيت الأبيض هم ليسوا فقط داعمين ومؤازرين لهذه الحرب بل هم جزءٌ منها أسلحتهم صواريخهم هي التي تقتل هي التي تدمر وهي التي تستهدف أبناء شعبنا الفلسطيني.
ناهيك عن المرتزقة هذه الظاهرة التي يجب أن يتم إبرازها بشكلٍ أوضح ظاهرة المرتزقة الذين اوتي بهم من أماكن مختلفة في هذا العالم أوتي بهم لكي يقتلوا شعبنا ولكي يدمروا في غزة مقابل المال ومقابل الرواتب المغرية إلى أخره يأخذون أموالاً وفي المقابل يقومون بدور ٍ قذر في استهداف شعبنا وقتل أبنائنا وتدمير غزة على من فيها.
أيها الأحباء لن نيأس ولن نتوقف من أن نناشد وأن نطالب وأن نبعث بنداءاتنا إلى كل مكان.
اليوم هنالك خطرٌ شديد في رفح مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني موجودين في بقعة جغرافية صغيرة وهم محاصرين وتنزل عليهم القذائف والصواريخ والرصاصات ويقتلون وتدمر منازلهم وهم أصلاً يعيشون في العراء في مخيمات في هذا البرد وفي هذا المطر هنالك نقصٌ في المواد الغذائية هنالك نقصٌ في الماء هنالك نقصٌ في الدواء هنالك استهدافٌ للمستشفيات.
المستشفيات يتم التنكيل بها و بالعاملين فيها و بالمرضى الذين يعالجون فيها كل شيءٍ مستهدف و مستباح في غزة من قبل هذا العدوان الغاشم.
دور العبادة المؤسسات التي تهتم بالناس المستشفيات المنازل وما أكثر الآلام والأحزان والمعاناة وما أكثر الطموحات التي طمرت تحت الركام في ظل هذا العدوان الغاشم.
أيها الأحباء نطالب الأحباء في كل مكان في هذا العالم وفي الوطن العربي وفي المشرق العربي بنوعٍ خاص بضرورة أن تستمر الضغوطات الفعاليات المسيرات المظاهرات النشاطات المطالبة بوقف هذا العدوان.
شهداؤنا ليسوا أرقاماً وأهلنا في غزة يستحقون أن يعيشوا في أوضاع ٍ أفضل هذه سابع حرب يتعرض لها اهلنا في غزة .
غزة التي كانت محاصرة أصلاً واليوم تدمر ويستهدف أبناؤها بشكلٍ مروع 80% من مباني غزة دمرت الغالبية الساحقة من سكان غزة مشردين و لاجئين في بلدهم مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .
نقف إجلالاً وتكريماً لأرواح شهدائنا و نحيي كل من يقف مع الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات وخاصةً من الأشقاء العرب.
ونقول: بأن هذه القضية هي قضيتكم هي قضية العرب الأولى قضية المسلمين قضية المسيحيين قضية كل إنسان حر في هذا العالم.
نجدد نداءنا و مناشدتنا بأن تتوقف حرب الإبادة حرب التطهير العرقي حرب تدمير كل شيء في غزة فلتتوقف الحرب فليتوقف العدوان “حقناً للدماء ووقفاً للدمار”.