مقالات

لَا يفسدُ الأرضَ غيرُ الظلم والطغيان.. القتل: أفظع أنواع الإفساد في الأرض

الأستاذ الدكتور الشيخ علاء الدين زعتري

اللهم؛ يا مَنْ يَعْلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ، يا مَنْ يَسْمَعُ أَنينَ الْواهِنينَ، يا مَنْ يَرى بُكاءَ الْخائِفينَ، يا مَنْ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدينَ يا مَنْ لا يُضيعُ اَجْرَ الْمُحْسِنينَ؛ كن لنا عوناً وناصراً، وبعد:

فمن الفساد في الأرض اليوم ألا يقوم فيها نظام اجتماعي مستند إلى التكافل بين الآحاد، ولا معاونة الناس لبعضهم، ولا مؤازة من الأمم ذات الروحية العالية، مع قطع الأواصر بين الشعوب ذات الثقافة المشتركة؛ عبر أنظمة تُدار من قبل أصحاب القوة والبطش، والحرصين على الدنيا، وتناسي الآخرة.

ومن صور الفساد في الأرض اليوم: أن يستعلي القوي على الضعيف (أفراداً، وجماعات، وحكومات، ودول)، وألا يراعى للضعفاء حق في الجماعة، وألا يكون لأصحاب الحق وجود أمام التسلط والجبروت، وأن يسود الظلم العالمي عبر مؤسسات تدعي الإنسانية؛ فإن ذلك فساداً، وأيما فساد!!!

ومن واقع (يهود) عبر التاريخ أنهم متخصصون في الإفساد في الأرض، قال جل وعلا: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64].

وفي شرح أعمالهم يأتي وجه التوصيف القرآني في كشف فسقهم بالخروج عن الحق، ونقضهم المواثيق، وتقطيع الأوصال، والإفساد في المعمورة، جاء قوله تعالى: {الَّذِينَ ‌يَنْقُضُونَ ‌عَهْدَ ‌اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} [البقرة: 28 – 29].

فالفسق عدول عن الحق، وخروج عن الصواب، وتجاوز على الحد، وطغيان  في الباطل، ويتجسد بالإفراط أو التفريط في القوى العقلية والغضبية والشهوية.

فالإفراط والتفريط سببان لعصيان العهود الإلهية في الفطرة، ووسيلتان لمرض الحياة النفسية (الأنانية الجمعية)؛ لذا: فالصهاينة ينقضون عهد الله.

والإفراط والتفريط محرِّكان للعصيان في الحياة الاجتماعية، وتمزيق الروابط، والقوانين الاجتماعية، والموايق الدولية؛ لذا: فالصهاينة يقطعون ما أمر الله به أن يوصل.

والإفراط والتفريط سببان للفساد والاختلال في فساد نظام الحياة في الأرض؛ لذا: فالصهاينة يفسدون في الأرض.

نعم!

إن الفاسق والظالم والطاغية

بتجاوزه القوة العقلية عن حد الاعتدال يكسر رابطة العقائد.

وبتجاوزه القوة الغضبية يمزق الحياة الاجتماعية.

وبتجاوزه القوة البهيمية واتباع الهوى يزيل عن قلبه الشفقة الإنسانية فيفسد في الأرض.

وفوق ذلك فإنه يسعى جاهداً في توريط الناس (المطبعين) فيما تورط فيه؛ فيكون سبباً لضرر النوع، البشري.

وهذا فعل (يهود) في كل زمان ومكان؛ سابقاً وحاضراً.

وما ذلك إلا من حرصهم على الحياة الدنيا؛ وهذا ما يجعلهم يسفكون الدماء، ويستبيحون الحُرمات، وَيَجُورُونَ فِي الْأَفْعَالِ؛ عبر الظلم، وتهييج الفتن، وقتل النفوس، ونهب الأموال، وتخريب البلاد.

‌{وَيُفْسِدُونَ ‌فِي ‌الْأَرْضِ}؛ بأنواع الفسادات من الزور، والكذب، والتزوير للحق، وتغيير الحقائق، والافتراء، والتضليل الممنهج، عبر وسائل الإعلام الفرعوني، والمراء، والجدال البزنطي في ادعاءات كاذبة، وشهادات مزيفة لتبديل التاريخ والحاضر، وأنواع الصَلَف والمكابرة والعنجهية، والمعاداة لأنماط الحياة السِّلْمية.

وأي سِلْم يرتجى ممَن قتل الأنبياء، وذبح ويذبح الأطفال والنساء، وشرَّد ويشرد الناس، ويسعى بكل قواه في تهجيرهم.

يهلكون الحَرْث (الموارد الطبيعية) والنَسْل (الموارد البشرية)، ويدمرون مناهل السبل والمياه، ويقطعون الطرق، ويحاصرون الناس في بلداتهم، ويحشرونهم للعيش في تكتلات أصغر؛ ليسهل عليهم الإنفراد بهم، ولمزيد من إضعافهم، وبمعاونة من أبناء الجلدة بإماتة الحمية؛ ولو كانت جاهلية.

يرتكبون كل الحماقات، بما يتعدى الضرر، ويطير بخبره في الآفاق الشرر.

ويفسدون ‌في ‌الأرض بأعمالهم الخبيثة التي ينشأ عنها الحروب المدمرة، والهلاك المستعر والمستمر، والدمار الشامل للحياة، والفساد العريض بين بني الإنسان.

هؤلاء الناقضون العهد، القاطعون الرحم، المفسدون في الأرض؛ لهم اللعنة من الله، ويستحقون الطرد من رحمته، ولهم سوء العاقبة؛ لما يجترحون من سيئات الأعمال، ويرتكبون من شرور الآثام.

وأما المجاهدون المقاومون المدافعون عن الحق والحقيقة، نيابة عن الشعوب كلها، والأمة بأجمعها؛ فلهم النصر والتمكين.

اللهم دمِّر أعداءك أعداء الدين، مِمَن يصدون عن سبيلك، ‌ويفسدون ‌في ‌الأرض، ويعادون أولياءك.

اللهم دمرهم تدميراً، ومزقهم كل ممزق، وأدر عليهم دائرة السَّوء.

اللهم انصر أهلنا المستضعفين، وداوِ جرحاهم، وتقبل شهداؤهم.

يا قوي يا متين.

يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى