رحيل الدكتور حيدر دقماق.. شهيد العودة وعاشق فلسطين
بعد مسيرةٍ حافلة بالعطاء، ورحلة عمر غنية بالمنجزات، وعمل دؤوب من أجل فلسطين وكل المظلومين في العالم، توفي في بيروت، مساء الإثنين 11 نيسان الدكتور حيدر دقماق
يعتبر الفقيد الكبير من أوائل المؤسسين للعمل الإسلامي التعبوي، وساهم في تقديم الخدمات الصحية في العديد من الدول التي تعرضت للحروب، كما ساهم في تحقيق ورعاية العديد من المشاريع الإنسانية والخدمية والصحية، ومن ذلك تأسيس مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي في النبطية، ومستشفى الرسول الأعظم في بيروت.
حمل الدكتور حيدر دقماق فلسطين في قلبه وعقله وعمله، وتنقّل بين العديد من دول العالم داعياً لتفعيل التضامن الدولي معها، وقام بالمشاركة في تأسيس العديد من الجمعيات المدنية، التي تهتم بمختلف جوانب القضية الفلسطينية.
كانت للدكتور حيدر دقماق يدٌ مباركة في إطلاق فكرة مسيرات العودة الشعبية إلى فلسطين، وتوّج ذلك بمساهمته الفاعلة في تأسيس الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، التي ظلّ الفقيد العظيم ركناً أساسياً فيها، وشارك بتفانٍ وإخلاص في في تطوير وتفعيل حضورها على ساحة التضامن مع فلسطين، وظلّ يتابع أنشطة الحملة وهو على سرير المستشفى، مقدماً النصيحة والتشجيع والأفكار الخلّاقة.
آمن الدكتور حيدر دقماق بحتمية العودة، وكان يشجع دوماً على ضرورة متابعة العمل بكل إيجابية وتفاؤل، مؤكداً أنّ الصراع مع العدو الصهيوني ممتدٌ على كل الساحات، وخاصة في الميادين الفكرية والثقافية والإعلامية، وأنّ حاصل هذا الصراع مرتبطٌ بعدد النقاط التي يراكمها ويسجّلها كل فريق، وبالتالي لا يجوز أن نهمل أي نقطة مهما كانت، وأن نعمل على تسجيلها حتى نقترب أكثر من العودة والقدس وتحرير فلسطين.
وقد أصدرت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين بياناً نعت فيه الفقيد الكبير؛ جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَئن قُتِلۡتُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَوۡ مُتُّمۡ لَمَغۡفِرَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحۡمَةٌ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ }
تنعى الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين أحد أركانها المؤسسين، والعاملين الصادقين من أجل العودة وتحرير فلسطين، الدكتور حيدر دقماق.
لقد حمل الفقيد الكبيرُ فلسطينَ في قلبه، وتمحور حولها في عمله، واتسع حتى طوى بين جوانحه آمال هذه الأمة، وعايش آلامها.
أمضى الدكتور حيدر دقماق حياته مقداماً شجاعاً، فلم يتخلف عن أي موقع تنادي إليه فلسطين، ولم يكن في خلال ذلك كلّه، كما يشهد عارفوه، يرى لذاته فضلاً ولا يطلب مدحاً ولا أجراً، بل كان دائم المطالبة لنفسه بمزيد من العمل المخلص والدؤوب.
لقد شكلت مسيرة الدكتور حيدر دقماق نموذجاً نادراً للإنسان المقاوم، جمع فيها بين همة العظماء وروحانية الشهداء، فعاش حياته للخير والحقّ وفلسطين والإنسان.
رحل نصير العودة وحامل لوائها الدكتور حيدر دقماق، ليتحول إلى مصافّ الخلود بعد أن أمضى دنياه بأخلاق وأعمال الشهداء، فحق له أن يكون مثالاً وقدوة صالحة لكل المناضلين من أجل فلسطين، تاركاً إرثاً كبيرا تشكل الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين بعض أهم أركانه.
عهدنا من بعده أن نعمل للحفاظ على هذا الميراث، ومتابعة العمل بكل اجتهاد، حتى تحقيق العودة وتحرير المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين.
وإلى أهله ومحبيه وأعضاء الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين نقدم أحرّ التعازي في هذا المصاب الجلل، وإنا لله وإنا إليه لراجعون.