مقالات

الأقصى في خطر… أم الأمّة في خطر

(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين) القصص 5.

لم تتوقف يومًا من الأيام عمليات الاعتداء على الأقصى المبارك، سواء ذلك الاعتداء من خلال اقتحام قطعان المستوطنين لساحات الحرم الشريف، أو عمليات تزوير تأريخ مدينة القدس، أو من خلال تغيير أسماء شوارع القدس، أو من خلال عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى المبارك، للوصول إلى بناء الهيكل المزعوم، كل هذا السعار المحموم لتهويد القدس، وكل أشكال الإسناد الغربي للكيان الوظيفي، لم يمنع المقاوم الفلسطيني من أن يبتكر كل يوم سلاحًا جديدًا  كثير من خلال إرادة  المحتل، وداعمية،  بل وعلى العكس كان صلف المحتل سببًا في إبداع المقاوم الفلسطيني لأساليب مواجهة لم تكن في حسبان قادة الاحتلال الصهيوني بك تسمياته واختصاصاته.

عمليات الدهس والطعن والاستهداف من نقطة الصفر، وصولًا إلى عمليات الرباط في المسجد الأقصى، وإقامة الشعائر بشكل منتظم ومنظم،  عمليات الترميم والصيانة والنظافة، والتي باتت عمليات عبادية بكل معاني العبادة، إضافةً إلى جعل تسهيل وصول المرابطين إلى المسجد الأقصى المبارك نوعا من أنواع  الاشتباك مع العدو الصهيوني المحتل.

من هنا يمكننا الجزم بأنّ الأمة اليوم في خطر إن لم تبادر إلى الحفاظ. على هويتها، ونصرة قضاياها ومقدساتها.

وخاصّة في هذا الظرف التاريخي الذي يعاني فيه الاحتلال من تناقضات داخلية قد تودي بحياته إلى الزوال، وكذلك ما يعانيه هذا الكيان من حالة تراجع في أيديولجيته بين أفراده  المدنيين والعسكريين وحتى السياسين على حد سواء.

من هنا يمكننا أن نجعل من حالته هذه من جهة، من حالة انتصار المقاومة من جهة اخرى، نقطة بداية لعمل مقاوم نوعي، وعدم إعطاء هذا الكيان فرصة يستعيد من خلالها  ترميم حالته بكل جوانبها داخليًا وخارجيًا.

لن يحظى هذا الكيان على هدوء واستقرار طالما هو محتل لحقنا وأرضنا، وطالما أن شعب فلسطين داخليًا وخارجيًا لا يشعر بالأستقرار، ولن يحلم بالبقاء طالما هناك طفل يولد ويتعلم خارطة فلسطين كل  فلسطين جغرافيًا وديمغرافيًا وتاريخيًا، على المحتل أن يحفظ ملامح أولادنا جيدًا لأنّه سيراهم قريبا في كل مكان، حاملين راية الحق والدين والتاريخ، وسيبدع لكل مرحلة سلاحًا جديدًا خارج المألوف والحسبان.

هل سنستعيد الدور في جامع لدينا خير بيت المقدس وخير الأمة معًا ؟ أم سيسير البعض بالاتجاه السراب الواهم بأنّه يمكن أن يجد الماء عنده ؟

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69.

الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو
منسق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى