بيروت تحتضن فعاليات المؤتمر العالمي السادس لاتحاد علماء المقاومة
تزامنًا مع إحياء الذكرى الـ33 لاندلاع انتفاضتهم الأولى “انتفاضة الحجارة” التي انطلقت في 8 كانون الأول من عام 1987 واستمرت حتى 1994.. احتضنت العاصمة اللبنانية بيروت فعاليات المؤتمر العالمي السادس لاتحاد علماء المقاومة الذي يُنظم على مدى يومين ويعقد في ظروف وباء “كورونا” افتراضيًا وفضائيًا، بالتزامن مع عددٍ من العواصم العربية والإسلامية، تحت عنوان “انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية”.
أجمع المشاركون على نبذ مسلسل التطبيع وخيانة قضية العرب والمسلمين الأولى، والتمسّك بخيار المقاومة حتى تحرير القدس وطرد الاحتلال.
الشيخ نعیم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله
الشيخ نعيم قاسم وفي كلمة له قال: “إن فلسطين محتلة وهي قضية حق، بينما إسرائيل المغتصبة هي الباطل وما ضاع حق وراءه مطالب”.
ورأى أنه على الرغم من حجم التآمر على القضية منذ وعد بلفور، فإن الأجيال المتتالية تلهج بفلسطين وتؤيد تحريرها وقدمت الغالي والنفيس من أجل أن تبقى عزيزة غالية.
وجدد قاسم التأكيد على أن التطبيع كشف المستور وأظهر الخونة وأبرز المقاومين والداعمين لفلسطين، وشدّد على أن أنظمة الخليج لم تكن يومًا مع فلسطين ولم تدعم مقاومتها.
وأضاف “رأينا كيف سعت الأنظمة الديكتاتورية في منطقتنا إلى الموقف الخياني تجاه فلسطين”، موضحًا أنه لم يعد بالإمكان أن يكون أي أحد أو جماعة في المنطقة الرمادية، فلا خيار إلا أن يكون أحدنا في أحد المحورين “المقاومة أو التطبيع”.
وأشار إلى أن “إسرائيل” تحمل تاريخًا وحاضرًا مليئَين بالإجرام والاحتلال والتخريب، وتعد عقبة أمام التنمية في المنطقة ككل.
الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
بدوره، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود أن انتفاضة الحجارة والمساجد أثبتت أن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة للجيوش العربية ولا لقمم العار، وأن الحجارة اقوى من الرصاصة، والإيمان بالمستقبل اقوى من الوعود الزائفة.
وأوضح الشيخ حمود أن اتفاق أوسلو ينعاه اليوم من وقع عليه لأن انتفاضة الحجارة يجب أن تبقى ماثلة في الأذهان إلى يوم المستقبل القريب، مدينًا كافة أشكال التطبيع والاستسلام للعدو الصهيوني والاستكبار الأمريكي.
وأشار إلى أن هذا التطبيع المجرم أنتجته نفوس مريضة وعقول غبية وأنظمة عميلة، وهو ليس إلا هباء منثور لن يؤثر على الهدف البعيد، وأن المقاومة ستزداد قوة ورسوخًا.
ورأى أن التطبيع جاء نتيجة الفشل في عدوان تموز 2006 وفي المؤامرات على المقاومة وتفعيل المذهبية في العالم الإسلامي، لافتًا إلى أن أميركا قالت بالفم الملآن إنها دفعت مليارات لتشويه صورة المقاومة وضرب العراق وليبيا وسورية.
حركة الجهاد الإسلامي
عدّ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة أن الانفلات العربي الخليجي تجاه دولة الاحتلال الصهيوني يحطّم جميع المعايير الأخلاقية والدينية والوطنية، ولم يراعِ الحد الأدنى من التاريخ المشترك، والحضارة الممتدة لأكثر من أربعة عشر قرنًا.
وأكد أن ما يجرى اليوم تحت عباءة الولايات المتحدة الأمريكية، من تمدد المشروع الصهيوني في دول الخليج، مخالف للإسلام ومخالف للتاريخ، وأن من يعتقد من الأمراء أن بسلوكه المتهور يمكنه إلغاء كل شيء باتفاق ذليل، فهو واهم.
وتابع النخالة: “ثلاثة وثلاثون عامًا تمرّ اليوم على الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومنذ ذلك التاريخ جرت أحداث كثيرة وكبيرة، لم تنتهِ تداعياتها حتى اللحظة التي يعلن فيها العدو القدس عاصمة له، والضفة الباسلة امتلأت بعقد الاستيطان القاتلة، وما زال اتفاق “أوسلو” يفعل فعله، ويترك آثاره على الشعب الفلسطيني في كل المجالات”.
مفتي الجمهورية العربية السورية
استنكر الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمة عبر “تقنية الفيديو” خلال المؤتمر تراكض البعض للتطبيع مع العدو الصهيوني بينما الأراضي العربية لا تزال مغتصبة ومئات الأحرار يقبعون في معتقلات الاحتلال والأقصى يستباح داعيًا إلى توحيد الصفوف في مواجهة العدو الإسرائيلي بدلًا من التطبيع معه.
وقال المفتي حسون: “أطل عليكم من أرض باركتها السماء وقدستها أقدام الأنبياء.. أحدثكم من أرض حاولوا منذ عشر سنوات تدمير جيشها وإذلال شعبها لكن سورية صمدت وانتصرت على المتآمرين وظلت حاضنة المقاومة وداعمتها الصادقة وستبقى مع المقاومة في نفس الخندق ولآخر نفس”.
حركة “حماس”
أما القيادي في حركة “حماس” محمود الزهار لفت إلى تكالب الأعداء اليوم على المقاومة التي تقف بوجه الصهيونية بكل أشكالها، مؤكدًا أن طرد الاحتلال من غزة كان نموذجًا يجب أن يحتذى به.
وأضاف أن الحجر الذي قذفته المقاومة جاء في قلب الاحتلال الصهيوني، حيث تقف غزة اليوم شامخة في وجه الاحتلال الصهيوني. معتبرًا أنه إذا ضعفت فلسطين ضعفت كل البلاد الإسلامية.
رابطة علماء اليمن
إلى ذلك قال رئيس رابطة علماء اليمن الشيخ شمس الدين شرف الدين في كلمة له خلال المؤتمر، “أثبتت التجارب أنه كلّما توجهت البوصلة نحو فلسطين كلّما اتحدت القضايا، واليمن يدفع منذ ست سنوات ضريبة مواقفه الصادقة تجاه فلسطين والقضايا العادلة للأمة”، ولفت إلى أن “بعض الذين يقفون ضد فلسطين وتحرير الأقصى ذهبوا لتبرير تطبيع بعض الدول العربية مع العدو الصهيوني”.